أبسط حقوقي في الوطن وظيفة

أبسط حقوقي في الوطن وظيفة، وإن لم تتوفر، فمن حقي أن أجد دخلًا كريمًا أعيل به أسرتي وأواجه به صعوبات الحياة، فالكرامة تبدأ بالعدالة الاجتماعية.
الوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها، بل هو هوية وانتماء وأمان. ومن أبسط حقوق المواطن أن يجد وظيفة تكفل له العيش الكريم. الوظيفة ليست رفاهية ولا خيارًا ثانويًا، بل هي أساس حياة متوازنة تحفظ الكرامة وتمنح الإنسان شعورًا بالجدوى. لكن عندما يغيب هذا الحق، يحق للمواطن أن يطالب على الأقل ببديل يضمن له دخلًا كريمًا يعينه على مواجهة التزامات الحياة وأعبائها.
الوظيفة ليست منّة بل حق أساسي
الوظيفة حق طبيعي من حقوق المواطنة، فهي تعني أن الدولة تعترف بأهمية الفرد ودوره في التنمية. المواطن الذي يملك عملًا منتظمًا يصبح أكثر استقرارًا نفسيًا واجتماعيًا، ويشعر بأن جهده جزء من بناء الوطن. أما حين تتحول الوظيفة إلى حلم بعيد المنال، فإن معاناة المواطن تبدأ من أول خطوة في حياته العملية.
على سبيل المثال، كثير من الشباب الخريجين ينتظرون سنوات بعد التخرج بحثًا عن وظيفة تناسب مؤهلاتهم. هذه السنوات الضائعة تخلق فجوة بين طموحاتهم وإمكاناتهم، وتجعلهم عرضة للإحباط واليأس.
حين يغيب الحق في العمل
غياب الوظيفة لا يترك المواطن بلا دخل فقط، بل يحطم توازن حياته بالكامل. شاب بلا وظيفة لا يستطيع الزواج أو تكوين أسرة، وأب بلا عمل لا يستطيع توفير احتياجات أطفاله من تعليم وصحة وغذاء. هذا الغياب يترك آثارًا اجتماعية عميقة مثل تفاقم الديون، زيادة معدلات الطلاق، وارتفاع نسب البطالة التي تجر معها مشكلات أكبر.
لنأخذ مثالًا من الواقع: شاب يتخرج من الجامعة في تخصص الهندسة، لكنه لا يجد وظيفة تناسبه لسنوات طويلة. يضطر للعمل في مهن بعيدة عن تخصصه، براتب لا يكفي حتى لتغطية مصاريف المواصلات والسكن. هنا لا تكون المشكلة في الفرد، بل في غياب التخطيط الوطني الذي يوفر له الفرص العادلة.
الدخل الكريم كبديل للوظيفة
إذا لم تستطع الدولة أن توفر وظيفة للجميع، فإن أبسط الحلول وأكثرها عدالة هو توفير دخل كريم يضمن الحياة الكريمة. هذا الدخل لا يجب أن يكون صدقة أو إعانة مؤقتة، بل نظامًا ثابتًا يتيح لكل مواطن غير قادر على إيجاد عمل أن يعيش بكرامة.
الدخل الكريم يمكن أن يأخذ أشكالًا متعددة، مثل:
- مخصصات شهرية تضمن الحد الأدنى للمعيشة.
- دعم مباشر لتكاليف التعليم والسكن والصحة.
- برامج تمويل صغيرة تساعد المواطنين على إنشاء مشاريع فردية صغيرة.
في بعض الدول، طبقت الحكومات مفهوم “الدخل الأساسي الشامل” الذي يمنح كل مواطن مبلغًا ثابتًا بغض النظر عن وضعه الوظيفي. ورغم الجدل حول هذه الفكرة، إلا أنها أثبتت أن توفير دخل ثابت يقلل من نسب الفقر ويزيد من شعور المواطنين بالأمان.
العلاقة بين العمل والكرامة الإنسانية
الكرامة ليست شعارًا يُرفع، بل شعور يُبنى من خلال العدالة. حين يجد المواطن وظيفة، فإنه لا يحصل فقط على راتب، بل يحصل على مكانة اجتماعية وشعور بأنه جزء من دورة الحياة والإنتاج. أما حين يُترك بلا وظيفة ولا دخل، فإنه يفقد هذا الشعور، ويصبح مجرد رقم في سجلات البطالة.
وظيفة أو دخل كريم ليست مجرد وسيلة للعيش، بل وسيلة لحماية المجتمع من الانقسام. المواطن الذي يشعر بالتهميش قد يفقد ولاءه للوطن، بينما الذي يشعر بأن حقوقه محفوظة يكون أكثر التزامًا بالمساهمة في استقرار وطنه وتنميته.
العدالة الاجتماعية أساس الاستقرار
لا يمكن لأي وطن أن يزدهر إذا كانت ثرواته مركزة في يد قلة من الناس، بينما غالبية المواطنين يكافحون من أجل العيش. العدالة الاجتماعية تعني أن المواطن البسيط يجد نصيبه العادل من الثروة الوطنية، سواء في شكل وظيفة أو في شكل دعم مالي كريم.
في سلطنة عمان على سبيل المثال، يطرح كثير من الشباب تساؤلات حول جدوى السياسات الاقتصادية إذا لم تنعكس على حياتهم اليومية. فارتفاع الأسعار وثبات الرواتب يجعل الوظيفة نفسها غير كافية في بعض الأحيان، فما بالك إذا غابت الوظيفة تمامًا؟
نحو رؤية مستقبلية أكثر عدلًا
الرؤية المستقبلية يجب أن تنطلق من الإنسان قبل الموارد. الاستثمار الحقيقي ليس فقط في النفط أو المشاريع الضخمة، بل في المواطن نفسه. فمن حقه أن يجد وظيفة تفتح له باب الكرامة، وإن تعذر ذلك، فمن واجب الدولة أن تضمن له دخلًا كريمًا يعينه على مواجهة أعباء الحياة.
هذه ليست رفاهية، بل قاعدة أساسية تبني عليها الدول استقرارها. فالمواطن المستقر نفسيًا واقتصاديًا هو أكثر إنتاجًا، وأكثر ولاءً، وأكثر قدرة على دفع وطنه إلى الأمام.
أبسط حقوقي في الوطن وظيفة، وإن لم تتوفر، فأبسط البدائل أن أجد مصدر دخل كريم أعيل به أسرتي وأقوى به على نوائب الدهر. فالعدالة في توزيع الفرص ليست مجرد مطلب فردي، بل ضمان لاستقرار الوطن كله. فالوطن الذي لا يحفظ كرامة أبنائه، يترك فراغًا لا يملؤه أي إنجاز اقتصادي آخر.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
1. لماذا تعتبر الوظيفة حقًا أساسيًا في الوطن؟
لأنها تمنح المواطن دخلًا ثابتًا واستقرارًا نفسيًا واجتماعيًا، وتجعله شريكًا في بناء وطنه.
2. ماذا يحدث إذا غابت الوظيفة؟
غياب الوظيفة يسبب بطالة، ديون، مشكلات أسرية، وحرمان المواطنين من أبسط حقوقهم المعيشية.
3. ما الحل إذا لم تستطع الدولة توظيف الجميع؟
الحل العادل هو توفير دخل كريم يضمن حياة كريمة، سواء عبر مخصصات شهرية أو دعم مباشر أو تمويل مشاريع صغيرة.
4. كيف يؤثر توفير الوظائف أو الدخل الكريم على استقرار الوطن؟
يساهم في تقليل الفقر، وزيادة الولاء الوطني، ويجعل المواطنين أكثر قدرة على الإنتاج والإبداع.
اكتشاف المزيد من feenanoor
Subscribe to get the latest blog posts sent to your email.