ماذا لو انتصرت إيران؟ قراءة تحليلية في مستقبل المنطقة والعالم من نافذة فيينانور الإخبارية

مقدمة: هل هي لحظة انتصار إيراني أم تحوّل استراتيجي عالمي؟
ماذا لو انتصرت إيران؟ سؤال لم يعد ترفًا تحليليًا، بل فرض نفسه مؤخرًا بعد موجة التصعيد غير المسبوقة في المنطقة، وظهور إيران كقوة إقليمية ترد وتفرض توازن ردع غير مألوف. الانتصار ليس فقط في الضربة، بل في قدرتها على تحدي “الردع الإسرائيلي” التقليدي، وكسب جولة في سباق النفوذ. في هذا المقال، نستعرض توقعات وردود الفعل الخليجية والدولية، واحتمال تحوّل التحالفات، وانعكاسات هذه التطورات على مشروع إيران النووي والمشهد الاستراتيجي الخليجي.
أولًا: دول الخليج… بين الصدمة والتأمل
لو افترضنا أن إيران قد حسمت جولة “نصر استراتيجي” حقيقي، فإن دول الخليج ستكون أول المتأثرين سياسيًا وأمنيًا. ستبدأ مرحلة مراجعة شاملة للعقيدة الدفاعية الخليجية:
- السعودية والإمارات والبحرين سيعيدون تقييم الرهان على الحماية الغربية والأمريكية.
- الكويت وعُمان وقطر قد يتخذون مواقف أكثر توازنًا ويزيدون من التواصل مع إيران لضمان أمنهم الداخلي.
- الخليج سيحاول تهدئة علاقاته مع طهران، بل وربما يلجأ لبعض التفاهمات السرية لتفادي التصعيد.
ثانيًا: ماذا عن العالم؟ هل يعيد الغرب حساباته؟
إذا خرجت إيران منتصرة فعليًا، وواصلت مشروعها النووي، فإن العالم الغربي، وأوروبا تحديدًا، قد تُدفع لإعادة النظر في سياستها التقليدية تجاه طهران.
- فرنسا وألمانيا قد تفتح قنوات خلفية مع إيران بدعوى “ضمان الاستقرار النووي”.
- الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ظل تغير أولوياتها العالمية، قد تنظر بواقعية للاتفاق مع إيران كخيار أقل تكلفة من حماية إسرائيل أو الدخول في حرب مباشرة.
هنا تتجسد اللحظة الحاسمة: هل تتخلى أمريكا عن إسرائيل؟ لن يكون ذلك صريحًا، ولكن التخلي السياسي والدبلوماسي قد يظهر في التراخي في المواقف أو ترك “تل أبيب” تدير صراعها منفردة.
ثالثًا: السلاح النووي.. السعودية على خط الاستعداد؟
تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أكثر من مناسبة بأن السعودية ستسعى لامتلاك السلاح النووي إذا امتلكته إيران، لم يكن نابعًا من فراغ. في حال تأكدت الرياض من قرب امتلاك إيران لسلاح نووي، فقد تبدأ تحركًا فعليًا نحو امتلاك السلاح أو على الأقل تعزيز الردع النووي بطريقة غير مباشرة:
- علاقات استراتيجية مع باكستان أو الصين لامتلاك تكنولوجيا نووية.
- زيادة الاستثمار في الطاقة النووية السلمية كمرحلة تمهيدية.
- الضغط على أمريكا لعدم السماح بالتفوق النووي الإيراني الإقليمي.
رابعًا: صدمة للمتشككين… إيران فعلًا قادرة!
من سخروا من قدرات إيران، واعتبروا تهديداتها “إعلامية”، ربما يراجعون مواقفهم الآن. إيران أثبتت أن لديها أدوات استخباراتية وعسكرية متقدمة:
- قدرة عالية على إطلاق صواريخ ومسيرات متعددة الاتجاهات.
- استخدام تكتيكات “الإغراق بالقوة” لإرباك الدفاعات الإسرائيلية.
- اختراق إلكتروني ودقة إصابات ميدانية.
هذا الانتصار – إن حدث واستُكمل – سيُسكت كثيرًا من الأصوات التي استهزأت بقدرة إيران على الرد.
خامسًا: هل الاتفاق مع أمريكا وارد؟ وماذا لو حدث؟
الاتفاق مع أمريكا وارد إذا تغيرت إدارة واشنطن أو اقتنعت بأن إيران هي الطرف الأذكى في المعادلة. السيناريوهات المطروحة:
- اتفاق “نصف سري” يعيد إيران للاتفاق النووي مقابل تنازلات جزئية.
- تطبيع علاقات اقتصادية تدريجي، خاصة في مجال الطاقة.
- تركيز واشنطن على احتواء الصين وروسيا، وتخفيف أعباء الشرق الأوسط.
لو تم الاتفاق، فذلك يعني ضوءًا أخضر غير مباشر لمواصلة إيران مشروعها النووي ضمن قيود مرنة.
سادسًا: التحليلات تتجاوز منطق “البعض”
التوقعات التي تراهن فقط على الضعف الإيراني قد تكون قصيرة النظر. تحليلات الأغلبية اليوم تتجه نحو قبول إيران كقوة لا يمكن تجاهلها.
- إيران نجحت في صناعة النفوذ لا بالصوت، بل بالفعل.
- منطق الهيمنة الأمريكية الأحادية بدأ يتآكل.
- المنطقة تدخل عصر القوى الإقليمية الكبرى، وإيران واحدة منها.
خاتمة: ماذا تقول “feenanoor news”؟
فيينانور لا تتبنى التهويل ولا التهوين، لكنها ترى أن مشهد الشرق الأوسط يعاد رسمه، وأن إيران، بقدرتها على المواجهة والبقاء، فرضت نفسها على الطاولة. فهل تسكت الدول الأخرى؟ وهل ستحترم القوى الكبرى معادلة الردع الجديدة؟ ومتى تتضح ملامح المرحلة المقبلة؟
الأسئلة أكثر من الأجوبة، لكن الحقيقة المؤكدة أن المعادلة تغيرت… و”ما بعد إيران المنتصرة” ليس كما قبلها.
اكتشاف المزيد من feenanoor news
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.