القضاء على حماس أو القضاء على الأحياء
تأسست حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في عام 1987، في خضم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كفرع قوي حماسي من حركة الإخوان المسلمين في فلسطين. منذ ذلك الحين، اندفعت حماس بقوة لتصبح أحد اللاعبين الرئيسيين والأكثر تأثيرًا في الساحة السياسية الفلسطينية، تستمد قوتها من مزيج متين من العمل العسكري والنشاط الاجتماعي والديني. إن صعود حماس لم يكن مجرد صدفة بل كان نتيجة حتمية لما شهدته الساحة من الفشل النسبي للجهود الدبلوماسية والمفاوضات العقيمة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
على الصعيد السياسي، شهدت حماس تطور كبير واكتساب خبرات خلال السنوات الماضية|.
اليوم، حماس تواجه تحديات متعددة، من بينها الحصار المفروض على قطاع غزة، والضغوط الدولية. السؤال الذي يثار بشكل مُلِح هو ما الفائدة الحقيقية لإسرائيل من إطالة أمد الحرب؟ هل فعلاً هذا سؤال لا إجابة له فورية ومقنعة أم أن هناك تفسيرات مخفية؟ وهل تسعى إسرائيل حقاً إلى القضاء على حماس أم أن لديها أهدافاً أخرى قد لا تكشف عنها بسهولة؟
ايضا بعض الاستراتيجيات العسكرية المتبعة للقضاء على حماس صار لها تطورات متعددة خلال السنوات الماضية، ودارت ما بين عمليات عسكرية كالهجمات الجوية، والحصار الاقتصادي. وهذا كله يهدف إلى إضعاف قوة حماس وإنهاء حركتها. ومع ذلك، فإن تقييم النجاحات والإخفاقات لهذا كله يكشف عن تحديات كبيرة وتأثيرات مختلفة على جوانب المستويات.
ما فائدة اطالة الحرب؟
تُعد العمليات العسكرية من أبرز الاستراتيجيات المستخدمة، حيث تستهدف البنية التحتية العسكرية لحماس ومحاولة القضاء على قياداتها. على الرغم من تمكن هذه العمليات من تحقيق بعض النجاحات، مثل تدمير مستودعات الأسلحة والأنفاق، إلا أنها غالباً ما تؤدي إلى خسائر بشرية فادحة بين المدنيين. السؤال هنا ما فائدة اسرائيل من اطالة امد الحرب إذا كانت هذه العمليات تزيد من معاناة الأبرياء؟ قتل الابرياء هل هذا الهدف اصلا، أم أن هناك أهداف أخرى لم تُعلن؟
أما الهجمات الجوية، فتشكل جزءاً أساسياً من الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، حيث تُستخدم لتوجيه ضربات سريعة ودقيقة ضد أهداف محددة. ومع ذلك، فإن هذه الهجمات لم تنجح دائماً في القضاء على حماس بشكل كامل، حيث يتجدد التنظيم بسرعة ويعود إلى ممارسة أنشطته. يبدو أن حماس لن تفنى بسهولة، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الاستراتيجية على المدى الطويل.
الحصار المستمر وعدم ادخال المساعدات الى اهالي غزة، يضعف حماس عبر تقليص الموارد المتاحة لها. على الرغم من أن هذا الحصار قد أضعف الاقتصاد في غزة وأثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان المدنيين، إلا أن تأثيره المباشر على حماس يظل محدوداً. هنالك بديلة للحصول على الموارد، مما يعزز فكرة أن القضاء على حماس لا يمكن تحقيقه عبر وسائل اقتصادية فقط.
بمجملها، تظهر هذه الاستراتيجيات تبايناً في النجاح والإخفاق، والتاثير الاكبر هو على المدنيين في غزة. وذلك يدفع إلى إعادة تقييم الأساليب المستخدمة والتفكير في حلول أكثر شمولية وتوازناً تحقق الأهداف الأمنية دون الإضرار بالسكان الأبرياء.
التداعيات الإنسانية: الأحياء بين المطرقة والسندان
تتجلى التداعيات الإنسانية للصراع بين إسرائيل وحركة حماس في مظاهر متعددة من المعاناة التي يواجهها السكان المدنيون في غزة. فالأوضاع المعيشية الصعبة أصبحت واقعاً يومياً، حيث يعاني الأحياء من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة والرعاية الصحية. البنية التحتية المتدهورة جعلت الحياة اليومية تحدياً مستمراً للأسر التي تحاول البقاء على قيد الحياة في ظل هذه الظروف القاسية.
قتل الأبرياء هل هذا الهدف اصلا أم أن هناك أهداف أخرى غير معلنة؟ يظل هذا السؤال حاضراً في أذهان الكثيرين، خاصة مع استمرار الصراع وعدم وجود أي بوادر لحل قريب. المنظمات الدولية تحث على ضرورة التوصل إلى هدنة دائمة وضمان حماية المدنيين، ولكن الجهود غالباً ما تصطدم بالتعقيدات السياسية والعسكرية على الأرض.
ومن الواضح أن القضاء على حماس لن يؤدي إلى القضاء على المعاناة الإنسانية في غزة، بل قد يزيدها تعقيداً. الأحياء في غزة يعيشون في حالة من اليأس المستمر، وما يحتاجونه هو انهاء هذا الجرم الخطير.
وما نشاهده اليوم من استمرار العدوان ما هو إلا حقد دفين يغلي في صدور الكيان الصهيوني ضد هؤلاء الأبرياء، في محاولة فاشلة لإخماد روحهم النابضة بالحرية والصمود.
اكتشاف المزيد من feenanoor news
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.