مشروع “القانون الكبير الجميل” يقترب من الإقرار: مجلس الشيوخ الأمريكي يمنح الضوء الأخضر لمناقشته

مشروع "القانون الكبير الجميل" يقترب من الإقرار: مجلس الشيوخ الأمريكي يمنح الضوء الأخضر لمناقشته

في خطوة تشريعية مثيرة، صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، لصالح نقل مشروع قانون الرئيس السابق دونالد ترامب، المعروف إعلاميًا بـ”مشروع القانون الكبير الجميل”، إلى المرحلة التالية من المناقشة. هذه الخطوة قد تُمهّد الطريق لإقراره خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، وسط تباين حاد في المواقف السياسية والإعلامية حول مضامينه وتأثيراته المحتملة.

ما هو “مشروع القانون الكبير الجميل”؟

مشروع القانون الذي أطلق عليه ترامب بنفسه لقب “Big Beautiful Bill” أو “القانون الكبير الجميل”، يحمل في مضمونه حزمة من التعديلات والإجراءات التشريعية التي تتعلق بعدة ملفات حيوية: الاقتصاد، الهجرة، الضرائب، الأمن الداخلي، والإصلاحات الإدارية.

ورغم أن التسمية أثارت سخرية بعض وسائل الإعلام في بدايتها، فإن محتوى القانون يلقى دعمًا واسعًا من القاعدة الجمهورية، وخاصة التيارات المحافظة التي ترى فيه امتدادًا لسياسات ترامب خلال فترته الرئاسية (2017 – 2021).

ماذا يشمل مشروع القانون؟

بحسب نص المسودة المتداولة، فإن مشروع القانون يتضمن البنود التالية:

  • تخفيضات ضريبية جديدة موجهة للأسر متوسطة الدخل والشركات الصغيرة.
  • تشديد إجراءات الهجرة، مع توسيع نطاق الترحيل السريع وتقليص برامج الهجرة الإنسانية.
  • تعزيز الإنفاق على الأمن الداخلي، خصوصًا في مجالات مراقبة الحدود ومكافحة الجريمة المنظمة.
  • تسهيلات للاستثمار الصناعي المحلي، عبر إعفاءات وتخفيضات موجهة للمصانع والشركات الأمريكية.
  • إعادة هيكلة بعض الوكالات الفيدرالية، وتقليص عدد من المؤسسات التي وُصفت بأنها “بيروقراطية وغير فعالة”.

جلسة تصويت حاسمة

جرى التصويت مساء الأربعاء، حيث صوّت 54 عضوًا لصالح إحالة المشروع إلى النقاش الرسمي داخل مجلس الشيوخ، مقابل 46 صوتًا معارضًا، أغلبهم من الحزب الديمقراطي وبعض المستقلين. ويُعد هذا التصويت مؤشرًا واضحًا على انقسام الساحة السياسية الأمريكية بشأن القانون.

لا تفوت القراءة : ترامب يختار فريقه, كيف سيؤثر فريق ترامب المنتخب على مستقبل السياسة الأمريكية؟ بعد فوزه في الانتخابات، أعلن دونالد ترامب عن أول تعيين له في إدارته الجديدة. اختار ترامب سوزي وايلز، مديرة حملته، لتكون أول امرأة في منصب كبير في البيت الأبيض. هذا يعكس رغبته في بناء فريق ينجز سياسات جديدة لتحسين حياة الأمريكيين.

 

السيناتور الجمهوري “ميت رومني”، ورغم خلافاته السابقة مع ترامب، أيد مشروع القانون، قائلاً:

“قد لا نتفق مع كل التفاصيل، لكن المشروع يضع أولويات واضحة لصالح المواطن الأمريكي، ويجب مناقشته بجدية.”

من جهتها، وصفت السيناتورة الديمقراطية “إليزابيث وارن” المشروع بأنه:

“محاولة مقلقة لإحياء نهج ترامب الشعبوي… مشروع يحمل نكهة استبدادية ويضرب التوازنات الديمقراطية عرض الحائط.”

ماذا تعني هذه الخطوة سياسيًا؟

من الناحية السياسية، يمثل تحريك مشروع القانون انتصارًا لتيار ترامب داخل الحزب الجمهوري، خاصة مع تصاعد التوقعات بترشحه مجددًا للانتخابات الرئاسية المقبلة. ومن المحتمل أن يُستخدم المشروع كورقة ضغط انتخابية قوية لإعادة بناء قاعدة جماهيرية واسعة.

كما أن تمريره في مجلس الشيوخ – في حال حدث – سيكون بمثابة رسالة قوية تفيد بأن تأثير ترامب لم ينته بخروجه من البيت الأبيض، بل ما زال يملك نفوذًا مؤثرًا داخل المؤسسة التشريعية.

هل هناك فرصة لإقراره النهائي؟

بالنظر إلى تركيبة الكونغرس الأمريكي، فإن إقرار المشروع في مجلس الشيوخ بات احتمالًا قويًا بعد تصويت الأمس، خاصة مع وجود أغلبية جمهورية. لكن التحدي الأكبر سيكون في مجلس النواب، حيث يسيطر الديمقراطيون حاليًا بفارق طفيف. وهنا يُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مفاوضات ومقايضات سياسية شديدة، وربما إدخال تعديلات على المشروع لجذب بعض الأصوات المعتدلة.

أيضًا، من المرجّح أن تستغل بعض الكتل الديمقراطية هذا القانون كورقة ضغط في قضايا أخرى، ما قد يبطئ من عملية التصويت النهائي أو يُفرغ المشروع من بعض محتواه.

ردود الأفعال: بين التأييد والرفض

  • وسائل الإعلام اليمينية مثل Fox News وBreitbart احتفت بالتصويت، ووصفت المشروع بأنه “استعادة لأمريكا القديمة القوية”.
  • وسائل الإعلام الليبرالية مثل CNN وThe New York Times شككت في دوافع المشروع، وربطته بمحاولات ترامب تعزيز حضوره السياسي قبيل انتخابات 2026.

أما الشارع الأمريكي، فيبدو منقسمًا بدوره. فبينما ترى بعض الفئات أن القانون يمثل “خطوة ضرورية لتصحيح المسار”، تخشى فئات أخرى أن يؤدي إلى سياسات أكثر قسوة تجاه المهاجرين، وتقويض بعض الحريات المدنية.

موقف البيت الأبيض الحالي

حتى الآن، لم يُصدر الرئيس جو بايدن بيانًا رسميًا بشأن التصويت، لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض صرّحت بأن “الإدارة تراقب عن كثب تطورات هذا المشروع، ولن تتردد في استخدام حق النقض إذا تطلب الأمر”.

وهذه الإشارة إلى “الفيتو الرئاسي” توحي بأن الإدارة الديمقراطية تنظر بعين القلق إلى تأثير المشروع، خاصة إذا تم تمريره بصيغته الحالية دون تعديلات جوهرية.

الخلاصة: هل نحن أمام عودة ترامب السياسية؟

مشروع “القانون الكبير الجميل” ليس مجرد قانون يحمل توقيع دونالد ترامب، بل هو تعبير رمزي عن العودة المحتملة للرئيس السابق إلى قلب الساحة السياسية. وإذا تم تمرير القانون، فقد يُعدّ ذلك نقطة تحوّل في المشهد الأمريكي، ورسالة واضحة بأن “عهد ترامب” لم ينته.

في المقابل، فإن رفض القانون أو عرقلته قد يُشعل من جديد أجواء الانقسام الحاد بين الجمهوريين والديمقراطيين، ويؤسس لمعارك سياسية وإعلامية جديدة قبل الانتخابات القادمة.

أسئلة شائعة (FAQ)

1. ما هي أبرز بنود “مشروع القانون الكبير الجميل”؟
يشمل تخفيضات ضريبية، تشديد قوانين الهجرة، تسهيلات للصناعة المحلية، وتعزيز الإنفاق الأمني.

2. هل سيتم تمرير القانون؟
مرَّ في مجلس الشيوخ للمرحلة التالية من النقاش، وفرص تمريره هناك قوية، لكن ما يزال بحاجة لموافقة مجلس النواب والرئيس.

3. ما موقف الديمقراطيين؟
يرفضون المشروع حاليًا بصيغته الحالية، ويعتبرونه مضرًا بالمهاجرين وبمبدأ التوازن الديمقراطي.

4. هل يمكن أن يستخدم بايدن الفيتو؟
نعم، هناك مؤشرات بأنه قد يلجأ إلى حق النقض الرئاسي إذا مر المشروع دون تعديلات.

“هذا المقال يعبر عن تحليل لأحداث دولية ولا يُمثل رأيًا سياسيًا تجاه أي طرف محلي أو خارجي.”


اكتشاف المزيد من feenanoor news

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *