رد سوريا على الهجوم الإسرائيلي في السويداء: موقف رسمي وتحركات ميدانية

رد سوريا على الهجوم الإسرائيلي في السويداء يتراوح بين الإدانة العلنية، والتحرك العسكري المحلي، والحشد الدبلوماسي لاحتواء التصعيد ومنع تكرار الضربات في الجنوب.
رد سوريا على الهجوم الإسرائيلي في السويداء: قراءة في السياسة والميدان
في 15 يوليو 2025، نفذت إسرائيل ضربة جوية مباشرة استهدفت قوات أمنية سورية في محافظة السويداء، ضمن سياق صراع داخلي محتدم بين فصائل درزية وقبائل بدوية. الرد السوري لم يأتِ عسكريًا على إسرائيل بشكل مباشر، بل جاء عبر ثلاثة مستويات: الإدانة الرسمية، التحرك الدبلوماسي، وإعادة الانتشار العسكري محليًا.
1. البيانات الرسمية: إدانة حادة واتهام مباشر لإسرائيل
أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا شديد اللهجة وصفت فيه الضربات بأنها “عدوان جبان”، مؤكدة أن إسرائيل تتحمل “المسؤولية الكاملة عن عواقب هذا الهجوم” الذي استهدف سيادة الدولة ووحدة أراضيها.
البيان أشار إلى أن سوريا تحتفظ بحقها في الرد “بكل الوسائل المشروعة”، كما أكدت الدولة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تكررت الاعتداءات.
2. تحرك دبلوماسي لاحتواء التصعيد وإعادة التموضع الإقليمي
استدعت سوريا مبعوثين من عدة دول للتشاور، ووجهت مذكرات إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تؤكد فيها أن “الاعتداءات الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء”.
اقرأ أيضا : كمين خان يونس: تفاصيل العملية الغامضة التي غيّرت مسار المعركة في جنوب غزة
كما سعت دمشق إلى حشد دعم من حلفائها الإقليميين، وعلى رأسهم إيران وروسيا، لإدانة الهجمات الإسرائيلية ضمن المحافل الدولية، وسط صمت دولي يوصف بـ”الانحيازي”.
3. رد سوريا على الأرض: تعزيزات عسكرية لا هجوم مضاد
رغم أن الرد لم يكن بإطلاق نار مباشر، إلا أن النظام السوري عمل على تعزيز وجوده العسكري في محيط السويداء، وخصوصًا في مناطق التماس مع معاقل الدروز والبدو.
أرسلت وحدات من الفرقة الخامسة والحرس الجمهوري لتأمين المواقع الحساسة، كما نُقل بعض عناصر الاستخبارات الجوية إلى مناطق خارج مدى الاستهداف.
الهدف من هذا الانتشار هو:
- احتواء الفوضى المحلية ومنع انهيار السلطة.
- حماية النقاط الاستراتيجية من أي ضربة إسرائيلية جديدة.
- إرسال رسالة مفادها أن دمشق لا تزال تسيطر.
4. هل رد سوريا على الهجوم الإسرائيلي في السويداء كان كافيًا؟
وفق المراقبين، كان الرد محدودًا نسبيًا، لكنه يتماشى مع نهج الدولة خلال السنوات الأخيرة بعدم فتح جبهة مع إسرائيل بشكل مباشر، خصوصًا في وقت تزداد فيه التحديات الداخلية.
سوريا تواجه صراعًا داخليًا في الجنوب، أزمة اقتصادية خانقة، وتوترًا دوليًا متصاعدًا حول ملفاتها السياسية والعسكرية، ما يجعلها تميل إلى ضبط النفس على المدى القصير.
5. قراءة سياسية: لماذا اختارت سوريا الرد السياسي بدلًا من العسكري؟
- توازنات القوى: تدرك دمشق أن الرد العسكري على إسرائيل قد يفتح بابًا لتدخلات دولية أوسع وربما ضربات إضافية.
- محاولة احتواء السويداء: الأولوية الآن للسيطرة على الفوضى المحلية ومنع توسعها إلى حرب أهلية مصغرة في الجنوب.
- رسائل إقليمية: سوريا بعثت رسائل عبر موسكو وطهران بأن “الرد مؤجل” لكنه لن يُلغى، في محاولة لاحتواء الموقف.
الأسئلة الشائعة حول رد سوريا على الهجوم الإسرائيلي في السويداء:
السؤال | الجواب |
---|---|
هل ردت سوريا عسكريًا على إسرائيل؟ | لا، الرد كان سياسيًا ودبلوماسيًا، مع تعزيزات عسكرية داخلية. |
لماذا لم ترد دمشق بضربة مضادة؟ | لتفادي التصعيد الإقليمي والحفاظ على التوازن الداخلي في الجنوب. |
هل انتهى التصعيد؟ | لا، الخطر لا يزال قائمًا، وهناك استعدادات تحسبًا لجولة ثانية من الضربات. |
ما موقف روسيا وإيران؟ | دعم سياسي وعملياتي محدود، مع دعوات للتهدئة ومنع التصعيد الشامل. |
خلاصة رأي وتحليل
رد سوريا على الهجوم الإسرائيلي في السويداء كان محدودًا ومحسوبًا. في ميزان السياسة الواقعية، تسعى دمشق إلى امتصاص الضربة دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة.
لكن ذلك لا يعني نهاية التصعيد، بل ربما يؤسس لمرحلة جديدة من إعادة تموضع الأطراف، وقد نشهد في الأسابيع القادمة خطوات أكثر حسمًا إذا تكررت الاستهدافات.