الشيخ سالم الطويل بماذا اتهم العمانيين؟

الشيخ سالم الطويل بماذا اتهم العمانيين؟ أثارت تصريحات الداعية الكويتي سالم بن سعد الطويل عاصفة من الجدل في سلطنة عمان، بعد أن وجه اتهامات صريحة للمذهب الإباضي ورموزه، وهو المذهب الغالب في المجتمع العماني. هذه التصريحات، التي حملت طابعًا طائفيًا صادمًا، فجرت موجة من الغضب الشعبي والرسمي، وفتحت باب النقاش حول حدود الاختلاف المذهبي وأدب الحوار الديني.

خلفية عن الشيخ سالم الطويل

يُعرف الشيخ سالم الطويل كداعية سلفي كويتي، تلقى تعليمه في المملكة العربية السعودية على يد عدد من علماء السلفية البارزين. يشغل منصب إمام وخطيب في أحد مساجد الكويت، ويقدم محاضرات وندوات دينية، إلى جانب كتابة مقالات رأي في الصحافة الكويتية.
رغم نشاطه الدعوي، فقد ارتبط اسمه بسلسلة من التصريحات المثيرة للجدل، خاصة تلك التي تتعلق بالمذاهب الإسلامية الأخرى، وهو ما جعله عرضة للنقد داخل وخارج الكويت.

الاتهامات الموجهة للعمانيين

1. الإساءة إلى المفتي العام لسلطنة عمان

أطلق الشيخ سالم الطويل وصفًا مثيرًا للجدل على الشيخ أحمد بن حمد الخليلي – المفتي العام لسلطنة عمان – حيث نعته بـ”الخميني”، في إشارة وصفها الكثيرون بأنها محاولة للربط بين المذهب الإباضي والفكر الشيعي الثوري، وهي مقارنة اعتبرها العمانيون مسيئة ومضللة.

2. اتهام الإباضية بالخروج عن الإسلام

في سياق حديثه، وصف الطويل المذهب الإباضي بأنه “فرقة من الخوارج”، واتهم أتباعه – أي غالبية العمانيين – بأنهم يكفرون الصحابة ويخالفون عقائد أهل السنة والجماعة. هذه التوصيفات لم تكن مجرد انتقاد فقهي، بل اعتُبرت محاولة لتجريد مذهب بأكمله من شرعيته الإسلامية.

3. الطعن في العقيدة الإباضية

تضمنت تصريحات الطويل اتهامات للإباضية بإنكار رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، والقول بخلق القرآن، وهي مسائل عقائدية اختلف حولها علماء المذاهب عبر التاريخ، لكن الشيخ الطويل قدّمها بصيغة تجريمية أثارت حفيظة جمهور واسع.

ردود الفعل العمانية

الرد الرسمي

ردّ الشيخ أحمد الخليلي بأسلوب غير مباشر، واصفًا خصومه بـ”خفافيش يوحشها الضوء”، في إشارة إلى أن الهجوم عليه وعلى المذهب الإباضي يعكس خوفًا من انفتاح الفكر الإباضي على الحوار والنقاش.

الردود العلمية

قام نائب المفتي العماني، الشيخ مسعود المقبالي، بسلسلة محاضرات علمية تحت عنوان “الرد على سالم الطويل”، ناقش فيها بالمنهج الشرعي ما اعتبره افتراءات، وفنّد المزاعم واحدة تلو الأخرى، مستشهدًا بالنصوص والمصادر الموثوقة.

الغضب الشعبي

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الانتقادات، حيث اعتبر العمانيون أن تصريحات الطويل تجاوزت حدود النقد المذهبي إلى التحريض الطائفي، وطالب البعض باتخاذ إجراءات قانونية ضده.

البعد الثقافي والسياسي للجدل

التعايش المذهبي في عمان

سلطنة عمان تُعرف تاريخيًا بأنها نموذج للتعايش المذهبي بين الإباضية والسنة والشيعة، وقد حافظت على استقرارها الداخلي بفضل سياسة تقوم على الاحترام المتبادل ونبذ الخطاب الطائفي. تصريحات الطويل جاءت لتضرب في عمق هذا النموذج، ما جعل رد الفعل العماني قويًا.

تأثير الخطاب الديني المتشدد

من منظور اجتماعي، مثل هذه التصريحات تغذي الانقسام وتزرع الشك بين أتباع المذاهب المختلفة. التجارب التاريخية في المنطقة تثبت أن الخطاب التكفيري يؤدي غالبًا إلى الاحتقان وربما العنف، وهو ما تسعى عمان لتجنبه.

تحليل الخطاب

يمكن وصف خطاب الشيخ سالم الطويل بأنه شخصي – طائفي – غير علمي لعدة أسباب:

• غياب المنهجية الأكاديمية في عرض الخلافات الفقهية.
• استخدام توصيفات شديدة القسوة بدل الحوار العلمي.
• تجاهل التاريخ الطويل للتعايش بين المذاهب.

في المقابل، اختار الجانب العماني الرد عبر الهدوء والبرهان العلمي، ما يعكس ثقة في المذهب الإباضي وقدرته على مواجهة النقد.

الخلاصة

أزمة تصريحات الشيخ سالم الطويل ضد العمانيين لم تكن مجرد حادثة إعلامية عابرة، بل كانت اختبارًا جديدًا لقيم التعايش والوحدة الوطنية في سلطنة عمان. الرد العماني، سواء من المؤسسات الدينية أو من المواطنين، عكس تمسكًا بثوابت الحوار والاحترام، ورفضًا لأي محاولة لشق الصف الداخلي.
ومع أن الخلافات المذهبية أمر طبيعي في العالم الإسلامي، إلا أن طريقة التعبير عنها هي التي تحدد ما إذا كانت ستبني جسورًا للحوار أو حواجز للكراهية.

الأسئلة الشائعة

1. من هو الشيخ سالم الطويل؟
داعية كويتي سلفي، إمام وخطيب، وناشط إعلامي، عُرف بتصريحاته المثيرة للجدل حول المذاهب الأخرى.

2. ما سبب غضب العمانيين من تصريحاته؟
لأنه وصف مفتي عمان بـ”الخميني”، واتهم المذهب الإباضي بالخروج عن الإسلام وتكفير الصحابة.

3. كيف ردت سلطنة عمان رسميًا؟
ردّ المفتي أحمد الخليلي بشكل غير مباشر، بينما قام نائبه مسعود المقبالي بردود علمية مفصلة.

4. ما موقف المجتمع العماني من القضية؟
شهدت منصات التواصل موجة رفض واسعة، مع دعوات لرفض خطاب الكراهية.