بنيامين نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى

Getting your Trinity Audio player ready... |
بنيامين نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى يثيران جدلاً سياسيًا وأمنيًا واسعًا، في ظل تحركات ميدانية وعسكرية تعكس سعيًا لتكريس هذه الرؤية على الأرض.
منذ سنوات، يتبنى نتنياهو خطابًا يمزج بين التاريخ الديني والسياسة الواقعية، لكن تصريحاته الأخيرة عن ارتباطه بفكرة “إسرائيل الكبرى” نقلت النقاش من الأوساط الفكرية إلى قلب السياسة الإسرائيلية. هذه الرؤية لا تقتصر على الحدود التاريخية التي يتحدث عنها التراث الصهيوني، بل ترتبط بسياسات ميدانية تتجلى بوضوح في غزة والضفة الغربية.
جذور فكرة إسرائيل الكبرى
يرى المؤيدون للفكرة أن لها جذورًا في النصوص الدينية اليهودية التي تتحدث عن حدود تمتد من النيل إلى الفرات. وبالنسبة للتيار الصهيوني المتشدد، تُعتبر هذه الحدود جزءًا من “الحق التاريخي” لليهود. إلا أن هذا الطرح يثير اعتراضات سياسية وقانونية واسعة، نظرًا لأنه يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول.
من الخطاب إلى الميدان
لم تعد فكرة إسرائيل الكبرى حبيسة الكتب أو الشعارات السياسية، بل ظهرت في خطوات عملية:
- في الضفة الغربية: توسع استيطاني غير مسبوق، ربط البؤر الاستيطانية بشبكات طرق عسكرية، وإجراءات لتقليص الوجود الفلسطيني في مناطق “ج”.
- في غزة: منذ اندلاع الحرب الأخيرة، تتبنى الحكومة الإسرائيلية استراتيجية تُعرف بـ”الإدارة الأمنية الكاملة”، والتي تعني سيطرة عسكرية مباشرة أو غير مباشرة على القطاع، مع استهداف البنية التحتية المدنية وفرض واقع أمني يخدم المصالح الإسرائيلية.
- في القدس والجولان: تثبيت الضم الفعلي عبر مشاريع إسكان ضخمة، وتغيير التركيبة الديموغرافية في القدس الشرقية، وتوسيع النشاط الاستيطاني في الجولان المحتل.
غزة كمحور في مشروع إسرائيل الكبرى
غزة ليست مجرد ساحة حرب بالنسبة لنتنياهو، بل عنصر محوري في استراتيجيته. فالسيطرة الكاملة على القطاع تمنح إسرائيل عمقًا أمنيًا في الجنوب، وتسمح لها بالتحكم في المعابر والحدود مع مصر. هذا ينسجم مع الرؤية التوسعية التي تتجاوز مجرد الرد العسكري على الفصائل الفلسطينية إلى إعادة رسم الخريطة الأمنية والجغرافية للمنطقة.
اقرأ أيضا : نشر قوات الحرس الوطني في واشنطن العاصمة يثير جدلاً واسعاً حول قانون
ردود الفعل العربية والدولية
- الموقف العربي: أدانت الأردن والسعودية وقطر ومصر تصريحات نتنياهو واعتبرتها تهديدًا مباشرًا لسيادة الدول، خصوصًا أن الرؤية تشمل ضمنيًا أجزاء من أراضٍ عربية.
- المجتمع الدولي: حذر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة من أن أي محاولة لتوسيع حدود إسرائيل بالقوة ستقوض الأمن الإقليمي وتقضي على فرص السلام.
- المنظمات الحقوقية: حذرت من أن السياسات الحالية قد ترقى إلى “تغيير ديموغرافي قسري”، ما قد يفتح الباب أمام ملاحقات قضائية دولية.
البعد الاستراتيجي للمشروع
الربط بين حلم إسرائيل الكبرى والواقع العسكري يكشف عن استراتيجية بثلاثة مستويات:
- التوسع الجغرافي: فرض السيطرة على أراضٍ جديدة من خلال الضم أو السيطرة غير المباشرة.
- إعادة الهندسة السكانية: تقليص الوجود العربي في مناطق استراتيجية عبر سياسات الهدم، الحصار، والقيود على البناء.
- تكريس التفوق الأمني: ضمان السيطرة العسكرية على جميع المعابر والحدود المحيطة بإسرائيل، بما يقطع الطريق على أي تهديدات مستقبلية.
- ما موقف المجتمع الدولي من تصريحات نتنياهو؟
المجتمع الدولي حذر من أن هذه التصريحات قد تنسف أي جهود لتحقيق السلام وتزيد من احتمالية اندلاع صراعات إقليمية.
حلم إسرائيل الكبرى بالنسبة لنتنياهو لم يعد مجرد شعار أيديولوجي، بل تحول إلى سياسة تتجسد في الميدان، خصوصًا في غزة والضفة الغربية. وبينما يصفه أنصاره بأنه “تحقيق للوعد التاريخي”، يراه المعارضون محاولة لفرض واقع جديد بالقوة، ما ينذر بمزيد من التوترات والصراعات. ومع استمرار هذه السياسات، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث يتداخل التاريخ بالدين والسياسة بالأمن في معادلة واحدة شديدة الحساسية.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
1. ما العلاقة بين غزة ومشروع إسرائيل الكبرى؟
غزة تمثل محورًا أمنيًا وجغرافيًا مهمًا في المشروع، حيث تمنح السيطرة عليها إسرائيل تفوقًا استراتيجيًا في الجنوب.
2. هل مشروع إسرائيل الكبرى خطة رسمية؟
لا توجد وثيقة حكومية رسمية تحمل هذا العنوان، لكنه يظهر كمفهوم في الخطاب السياسي والممارسات الميدانية للحكومة الإسرائيلية.
3. كيف يؤثر المشروع على الفلسطينيين؟
قد يؤدي إلى تهجير قسري، فقدان أراضٍ، وحرمان من الحقوق السياسية والمدنية.
4. ما موقف المجتمع الدولي من تصريحات نتنياهو؟
المجتمع الدولي حذر من أن هذه التصريحات قد تنسف أي جهود لتحقيق السلام وتزيد من احتمالية اندلاع صراعات إقليمية.
اكتشاف المزيد من فيينانور الإخبارية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.